بين السماء والأرض


خاطرة
"بين السماء والأرض"
بقلم/ ربا درباز

"بين السماء والأرض"
كثيرًا مانردّد هذه العبارة غيرَ مستشعرين ما تحمله من معنى...
أن تكون في أشد أوقاتك مرضًا، لا منها حيٌّ يُرزق ولا ميّت فاضت روحه إلى السماء؛ فهذا  «بين سماء وأرض».
وأن تكون مهددًا بالحروب والقتال والمنازعات، لا منها تسكن وطنا آمنا ولا منها مُرتقٍ شهيدًا فهذا  «بين سماء وأرض».
أن تكون حبيسًا بين القضبان  بغير تهمة ملقاة تستحق عليها الحبس والحرمان من أبسط حقوق الحياة والراحة، لا منها ترى بزوغ الشمس وعبق نسيم الصباح، ولا منها محكوم عليك بالإعدام، فهذا أيضًا «بين سماء وأرض».
أن تكون فتى طموحًا يريد أن يصل إلى قمة النجاح، لكن بدون تخطيط ولا تنظيم، فلا منها محقق نجاحه وطموحه، ولا منها تاركًا قشة الأمل تتقاذفها الرياح أينما تشاء، فهذا أيضًا «بين سماء وأرض».
أن تكون بين السماء والأرض غير أن تكون بالأرض،
تأتيك معانٍ وخواطر مئنبّة ضميركَ على أوقات ضيعتها بلا فائدة، معاملات كنت فيها فظًا غليظًا،أناس قاطعتهم ولم تترك لهم سبيلاً للوصل، أعمالاً كنت تحسب أنك أتممتها  على أكمل وجه، عبادات كنت تحسب أنك تؤدها صحيحة، ولكن مع دوامة الحياة وانشغالك طيلة الوقت لم تفكر في أنه يجب عليك أن تقف وقفة مع نفسك؛ لتراجع حسابتك، فهذا من كرم الله وجوده أن يجبْرَك على تلك الوقفة؛ لتراجع كل صغيرة وكبيرة باتت مترسّخة في أعماقك من الداخل، غير مؤمن بأنها قد تكون سببًا في تأخر ما تريد أن تصل إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق