سجين برهوت

مراجعة الخان
رواية "سجين برهوت"
للروائي/ محمود عبدالعال
بقلم/ بسمة السيد





تبدأ الأحداث في المستقبل القريب  ديسمبر 2020م ليلة رأس السنة بجريمة بشعة بشكل غريب شيطانيّ، يتضح بعد عدة سطور أنها طقوس العبد لسيدِه تنفيذًا لعقد بينهما سبق الاتفاق عليه من عدة سنوات.
عطاء جزيل بثمنٍ باهظ يدفعه الفانِي دون خجل؛ فقد كان مقدّم الثمن حياة أبيه وأمه، ثم توالى تسديد باقي الأقساط من أرواح بريئة على مدار سنوات.
ثم ينتقل عبد العال إلى بداية الحكاية في زمن ماضٍ، القدس940 قبل الميلاد، زمن دحْرِ الباطل وإعلاء كلمة الحق في الأرض على يد نبي الله سليمان ومن اتّبعه من المؤمنين من إنس وجان وغيرهِما من مخلوقات الله المؤتمرة بأمره.
انتقل بنا عبدالعال إلى اليمن 700 ميلاديًّا؛ لنرى طمع وحمقَ البشر الذي أسقطهم فريسة واحد من أخطر أعداء البشر.
وتتوالَى أحداث الرواية تنقلاً بين الأزمنة الثلاثة في سلاسة ويُسر، وكأنها أُحجِية نجمعها تفصيلة بعد أخرى دون تشتّت أو ملَل، لتنتهي الحكاية في الزمن الأول للرواية بانتصار الخير على مردة الإنس والجن.
جدير بالذكر أن الرواية هي أول إبداعات الكاتب الورقية. تجربة ناجحة تستحق الثناء والتشجيع.
أظن في خلال سنوات إن حافظ الكاتب على تقديم أفكار أدبية مبتكرة سيحتلّ الصدارة في أدب الرعب الشرقي بجدارة.
السرد والحوار فُصحَى بسيطة جداً.
الشخصيات تم رسمها بدقة وبتنوّع، كل شخصية لها هدف محدد تسعى لتحقيقه بدون تشتِيت.
الفكرة جميلة، رعب مدموج في ألغاز.
الحبكة طول الرواية ممتازة عدا الخاتمة، رغم أنها منطقية ولا يمكن معاتبة الكاتب عليها، وذلك بسبب ذكاء الكاتب، لكن كانت شدية القصر بشكل يفقد القارئ المتعة وتجبره على سؤال الكاتب لمَ فعلْتَ ذلك؟! ولن أخبركَم برد الكاتب على سؤالي، بل سأترككم لسؤاله بأنفسكم.
غلاف الرواية لافِتٌ للأنظار، ومعبّر عن حالة الرعب التي ينتهجهها الكاتب.
النسخة المهداة للمجلة من قبَلِ الكاتب هي نسخة أوّليّة للرواية، فلم أحظَ بنسخة ورقية؛ لتقييم الطباعة والمراجعة اللغوية والإملائية وكذلك التنسيق الداخلي، وبالتالي لا أملك تعقيب على أيّ منهم.
«سجين برهوت» انطلَقَت من دار نشر «ملتقى المعرفة»، وهي إحدى دور النشر الناشئة والداعمة للمواهب الأدبية الجديدة، نتمنى لهم التوفيق وخلق فرصة؛ لثبيت مكانهم بين عمالقة دور النشر العربية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق