"قصة
قصيرة/ بازاروخ"
الكاتب: حسام عيسى
أنا بازاروخ بن جشيم بن
ابخشاد بن همال الأحمر
ابن من أبناء قبيلة الأحمر
كبرى قبائل الجن
ولكن قبل أن أقص عليكم قصتي
معكم بني البشر وللدقة قصتي مع ((منال)) بنت البشر ... أعرفكم بنفسي .
اسمع أحدكم يقول قد سبق
وعرفتنا عليك يا ابن الأحمر .. اخطاءت يا ابن البشر فما سبق هو تعريف لشخصي .
أما ألان .
فأعرفكم بنفسي .بطبعي . بفكري
. نحن بني الأحمر طوال القامة بمقاييس عالمكم الفاني ..فانا طولي بمقاييس عالمكم
يناهز الثلاثة أمتار .نحيف . لا يوجد على أجسادنا شعره واحده .
أما طباعي وتفكيري فسوف
تخبركم عنه السطور القادمة
كنت منذ ادركت من أنا واشتد
عودي ونمى فكرى أتلصص على عالم البشر . أتلصص على عالمكم . وكان من نصيبي أن تطل نافذتي على عالمكم على فنان .
فنان بحق . عرفت انه يدعى في عالمكم (عمار الشريعي)
عرفته منذ أن كان طفلا ثم
شابا ثم رجلا ثم شيخا . انهمرت دموعي انهارا عند وفاته ... حزنت عليه شهورا طوال أرى
الدهشة على وجوهكم .
مندهشون انتم متعجبون مما
أقول كيف لجني أن يحزن على وفاه انسي ؟؟
وكيف لا احزن وهو من عملنى
رقه المشاعر . رهف الأحاسيس .
أحببته كثيرا على الرغم مما
طالنى من تنكيل في عالمي واستهزائهم بى .
لرفضي إيذاء بني البشر . أو
حتى إرعابهم من باب الترفيه والتسلية لبنى عالمي من الجن .
بعد وفاه استاذى ومعلمي فرح
كثيرا من اهلى من بني الجان بوفاته.
وادعوا اننى تحررت أخيرا من
سحره وموسيقاه
كيف أتحرر أيها الأغبياء من
شيء يعيش إلى يوم فناء العالم ؟
كيف افهمهم وهم بلا عقل بلا
أحساس
.... وفى حزني عليه انقلب عالمي رأس على عقب ..
انقلب على راسي فقد علم
((همال الأحمر)) أخيرا بعد سنوات طوال من إخفاء سرى بما أنا عليه من حب لبنى البشر
...
وكان العقاب
اهدانى مليكي الأحمر . خادما
لواحد من خدامه البشريين
.. تلك الفئة المنحطة من البشر التي تتذلل وتهان من اجل فقط أن
يرضى عنهم وينعم عليهم مليكي (همال) بخادم بعد أن يرضى عنهم بسجودهم له .
كان ذلك الخادم البشرى يدعى (
عتمان) . ساحر قذر بغيض يتعامل باحط وأنجس أنواع السحر السفلى ...
وكنت أنا الموكل من مليكي
(همال) بطاعة ذلك القذر (عتمان) وتنفيذ كل أوامره وكان ذلك (العتمان) يعاملني
بقسوة وشده رهيبة كما وصاه سيده ومليكي الملك ((همال)) عقابا منه على ما اسماه
تمرد على طبيعتنا .
ويوم بعد يوم يزداد حقدي
وغضبى على ذلك المعتوه (عتمان) كنت انتقم منه ومن مليكي في إيذاء البشر . الذين
أوكل عليهم .فكنت أراهم يستحقون ايذائى لهم مما كنت أراه من أفعالهم. فقد كنت
أراقب كثيرا منهم لأتحين لحظه الانقضاض عليهم ,فكثيرون من بني البشر يعتقدون
اعتقاد خاطئ . بان الجني عندما يوكل على بشرى ما فانه بمجرد عمل السحر يقوم الجني
بمسه على الفور . ولكن الصحيح انه بعد عمل
السحر يوكل الخادم من الجني بالبشرى فيقترب الجني من البشرى ويرافقه كظله كي يتحين
منه لحظه تفتح فيها ثغرات البشرى فيتمكن الجني منه .
ومن ضمن تلك اللحظات الضحك
الصافي أو كما تقولون انتم الخارج من القلب . الغضب الشديد . أو ممارسه البغاء أو
أو أو وظللت فتره كبيره اخدم ذلك المعتوه (عتمان ) . ثلاث سنوات مرت على في خدمته
. أنفذ رغبات زبائنه . أعينه على معرفه ما يريد من قرين هذا وتلك ... حتى جاء
اليوم الذي غير حياتي بأكملها في ذلك اليوم جاء إلى (عتمان) أمراءه عرفت أنها تدعى
(إيمان ) دميمة . بشعة . وان كانت والحق يقال ذات وجه مقبول وجسد ممتلاء رخو . ولكن دميمة الروح ..تسبقها رائحة روحها العفنة .
كانت تستنجد بالشيخ (وهو من
ذلك اللقب بريء) (عتمان)
- النجدة يا شيخ عتمان أتوسل
إليك بشرفك..أنا في مأزق كمن سقطت من السماء وأنت منقذي - اجلسي وهدئي روعك سيقضى
غرضك بإذنه
( لم يقل بأذن الله .فالله منه بريء . ولكنه يقصد ها هنا أذن سيده
ملك الجن . ولكن العامة يعتقدون انه يقصد الله عز وجل (
- ابنتي يا شيخ عتمان
ابنتي...
(عتمان .. بعد أن عرف عن طريقي بعض أخبارها عن
طريق سؤالي لقرينها علم سبب حضورها )
- لا يتقدم لطلبها الخطاب.
ولا يقرب منها انس ولا جان
- الله اكبر . أنت صحيح ممن
رفع عنهم الحجاب
- وما المطلوب ؟؟؟
- أن تحل عقدتها ..وتطرح
ثمرتها ... وتبعد عنها عدوتها .....
عتمان ( بعد أن عرف منى أن
المقصودة هي بنت زوج ايمان (منال) )
- أتقصدين إيمان ؟؟
- هي ذاتها بجبروتها ... تريد
أن تختطف كل من يتقدم لإبنتى المسكينة فوزيه ( وأنزلت على الفور من عيناها انهار
دموع كاذبة)
- بعد مرور10 أيام تحضري لي في منتصف
الليل انتى وفوزيه وشيء من ملابس الملعونة منال ... و ألان ألي بيتك أسرعي الخطى
يا إيمان
(وهى تنتفض واقفة متجهه إلى
باب الخروج )
-مطاع أمرك يا شيخ عتمان مطاع
أمرك ...
وقبل أن تخرج زمجر عتمان زمجرة عاليه ... فتوقف
إيمان في مكانها والتفتت إلى عتمان ثم قالت
- المعذرة يا شيخ عتمان ارجوا
السماح منك . ثم مدت يدها وأخرجت من بين
ثنايا نهديها عدت ورقات نقدية أعطتهم إلى عتمان ثم خرجت بعد ذلك مسرعه .....
---------
بعد مرور عشره أيام
(إيمان) والى جوارها ابنتها (فوزيه) التي تشبها
إلى حد كبير في الشكل المقزز والنفس الدميمة وفى يد (إيمان) حقيبة بلاستيكيه فيها
جزء من ملابس (منال)
- تفضل يا شيخ عتمان . قطعة
من ملابس الملعونة إيمان تناول منها ( عتمان ) الحقيبة واخرج منها قطعة الملابس
التي بها عرق إيمان . وما أن أخرجها حتى شعرت أنا برائحة زكيه تملاء المكان .. شم
عتمان ملابسها وكأنه يشتم عطر زهره بريه
- حاجتك يا سعديه يا ابنة
اعتماد المزينه ستقضي ..ولكن سيكلفك لو أردتي العمل مكتمل مائه في المائة
- ما تأمر به يا شيخ عتمان سمعا وطاعة
- سيكلفك خمس مائه حاليا وخمس مائه حين تقضى
حاجتك .
لم تكذب المراءه خبرا ودفنت
يدها بين ثنايا نهديها واخرج كيس قماشي فتحته وأخرجت من ورقات ماليه عدت حتى أتمت
الخمس مائه جنيها نقديا ...وأعطتهم إلى عتمان وهى تقول
- المهم أن يكون ذو جدوى ..
- معي حاجتك مقضيه يا أمراءه
... تعودي لي بعد يومان لأخذ المراد ..وابنتك فوزيه لا تنامي بجوارها أسبوع بحيلة
مرضها المعدي
- حاضر يا شيخ عتمان حاضر ..
وهجمت على يده القذرة تقبلها
بل وراحت تجذب رأس ابنتها لتقبل أيضا يد عتمان العفنة
---------
بعد مرور يومان حضرت (إيمان)
وأخذت ورقة مطوية من الخبيث النجس (عتمان) عليها ما عليها من طلاسم وتعاويذ تؤذي
(منال) وأمرها بدفن الحجاب بجانب البيت قريبا من حجره الضحية . وانصرفت (إيمان)
عائده إلى منزلها وهو عبارة عن كوخ من الطين اللبني مقسم إلى 3 حجرات اثنتان للنوم
وأخرى اكبر حجما للجلوس و حمام ومطبخ متوسطان الحجم . وقبل دخولها البيت اقتربت من
حجره (إيمان) واختلست نظره من شباكها لترى أن كانت بالداخل أم لا . وعندما وجدت
الحجرة فارغة . ركعت على ركبتيها أسفل الشباك وقامت مسرعه بدفن الحجاب ... ودخلت
بعد ذلك إلى منزلها بريئة المظهر كذئب يمثل انه شاه . يومها قام عتمان بأسحاره ووكلني على الضحية (( إيمان )) , وفى
مساء نفس اليوم دخلت حجرتها لكي أراها و أراقبها . ويا ليتنى ما فعلت ... كانت (إيمان) بالفعل جميلة الوجه رقيقة
الملامح ذات شعر طويل ناعم كالحرير . بيضاء كأنها ثلج نقي ... لم استطع أن ارفع عيني عنها .. ارقبها كأني أنا المسحور لا هي
...
عندما بدئت الغناء بصوت منخفض
شعرت وكان آلاف البلابل تغرد معزوفة خطها موسيقار بارع.. كانت رقيقه حانية ترى ما ترى من معاملة سيئة من (فوزيه) وأمها
وترد على معاملتهم بابتسامه صافيه ناعمة ابتسامه تجلد جلود الحمقاء وأمها وتزيد من
حقدهم على الحسناء الفاتنة .. حقا من هو ذلك الغبي الذي يرى القمر ساطعا فيتركه وينظر إلي تلك
الموحلة المسماة (فوزيه).
مرت الأيام يوم وراء يوم وانأ
لا استطيع أن الحق الأذى بتلك المخلوقة
الملائكية تمنعني نفسي من أن افعل لها شيئا رغم انه كان امامى فرص كثير أثناء
بكائها ليلا مقهورة من أفعال زوجة أبيها القاسية . أو ضحكها أثناء لهوها من نفسها
في حجرتها عند انصراف (فوزيه) و (إيمان) لقضاء أمر ما أو لنزهه مع الزوج المجبور
على انفه
ومرت الأيام إلى أن انقضى
شهرا كاملا دون أن ترى (إيمان) ما يفرح قلبها في ابنه زوجها . فذهبت إلى عتمان
تحمل بداخلها نيران الجحيم ... غاضبه حانقة على مرادها الذي لم يتحقق منه شيئا . فاستقبلها (عتمان) بنظرات جعلت غضبها يتلاشى بداخلها .وعاتبته
برقه حال فوعدها بإتمام مرادها وصرفها في الحال ..وتوعدني بان لم أقضى له أمره في
مهله مدتها يومان بعذاب كبير و شكوى إلى (مهال) العظيم .
يومان كاملان أقف خارج حجره
(منال) أراقبها من نافذة حجرتها , فمن يومي الأول معها حرمت على نفسي أن ادخل
حجرتها كي لا أعكر عليها بوجودي صفوتها . أراقبها كعاشق متيم .. كفارس يحمى أميرته لا اعرف ماذا افعل .
باقي ساعات وتنتهي مهلتي ,أما أن أنفذ ما أمرت به أو أكون عاصيا . أرى جحيم العقاب
وما لا يقدر عليه عتاة قبيلتي .
وقفت انظر أليها من خلال
النافذة إلى أن اهتديت إلى الحل وبدون تردد انطلقت إلى داخل البيت أنفذ ما عزمت
عليه اخترقت عقل (فوزيه) النائمة في مدخل البيت فقامت صارخة هائجة تتخبط في حوائط
البيت واستيقظ جميع من بالبيت على دوى صراخها . واندفعت إليها (إيمان) . تحاول
تهدئه ابنتها ولكن هيهات فانا لن اسمح لها بان تنقذها . وذاد عبثي بعقل (فوزيه)
فقامت تخبط رأسها بكل حوائط البيت وتسيل دمائها إلى أن سقطت بين يد أمها جثه هامدة
. وقبل أن تنوح عليها (إيمان) اخترقت عقلها .. فقامت هائجة غاضبه وقد علمت ما الم
بابنتها وعلى وشك أن يحدث لها , فأخذت المقاومة
وأنا أزيد عبثي بعقلها , يقويني غضبى وكرهي لها ولأمثالها ..انتقم من
أمثالها فيها .. كنت تتخبط في جدران البيت وزوجها يحاول مساعدتها وبل وحاولت
(منال) بقلبها الرقيق مساعدتها وما أن
اقتربت منها (منال) حتى توقفت عن ايذء (إيمان)
خوفا من أن أؤذيها دون قصد منى , لكن تلك الملعونة (إيمان) دفعتها دفعه
قويه أسقطت ملاكي على الأرض فانقضضت على رأسها بكل غضب الكون . فراحت تتخبط وتجرى
إلى أن صعدت إلى سطح البيت فاخدت ادفعها دفعا إلى حافة البيت إلى أن سقطت من اعلي
الدار, ورغم أن الارتفاع غير مميت إلا أن رأسها أصدمت بصخره بارزه . فدكت عنقها
وكسرت وأصبحت جثه هامدة .
ابتعدت عندها مسرعا عن البيت
حتى لا أرى الحزن في عين (منال) ...ابتعدت وأنا في قمة الفرح والسعادة فها أنا
أنقذت أميره احلامى ويقظتي مما كانت تدبر
له الملعونة (إيمان) .
آما أنا ..
فأقص عليكم روايتي تلك .وأنا
انتظر أن ينفذ في حكم الملك ((مهال )) بالموت بعد أن علم من قرناء الملاعين
(إيمان) و(فوزيه) بفعلتى وتمردي .
وها أنا أساق إلى حتفي , لكنى
بما فعلت سعيدا رضيا
التوقيع : بازاروخ
---------
#حسام_عيسى
#بازاروخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق