شآبيب

مراجعة الخان

رواية «شآبيب »

للدكتور/ أحمد خالد توفيق

بقلم/ أسماء عبدالخالق

شآبيب للراحل أحمد خالد توفيق، أستاذي الذي تعلمتُ على يديه الكثير، ونهلت من بحر علمه الواسع بالرغم من عدم رؤيتي له، إلا أنني قد سبحت في بحاره وغصت في أعماق عوالمه..
كان أبًا، ومعلمًا، وأدبيًا، لطالما رأيته في أحلامي كقنديلٍ متوهج يبث فيّ روح الأمل والمثابرة.
حتى كانت روايته الأخيرة «شآبيب» هي محطتي التي وقفتُ عندها إلى الآن، رواية من طابعٍ خاص، لها فكر مميز، وغرض ثابت، وحياة داخل حياة..
حيث يصطحبنا فيها بأسلوبه المتفرد إلى رحلة ممتعة مليئة بالإثارة من النرويج إلى الولايات المتحدة، مرورًا بليبيريا ومصر وأستراليا، قبل أن يستقر عند خط الاستواء، يطرح العديد من الأفكار الجريئة ليظل السؤال: «هل يمكن لرجلٍ واحد أن يُصلح العالم، حتى لو كان يؤمن أنه الشخص المناسب الذي جاء في الزمن المناسب ليقوم بالمهمة المناسبة؟»
انتقل من كل دولة وجمّع حكايا العرب في ذاك الشتات، جمّع علاقاتهم، وحياتهم، وأسرَهم، ومدى القهر والظلم الذي يعانون منه في بلادٍ غير بلادهم.
وبوادر فكرة لم تكتمل بعد تدور في ذهنه، وتعصف بنا في كل جزء وبلد.
و كلنا يعرف أن الحكومات الغربية يسرّها بالتأكيد أن تتخلص من العرب بشكل يقنعها أنها لا تتفهم، وهناك كما نعلم دعوات صريحة لطرد العرب من مختلف الدول الأجنبية باعتبارهم كائنات نجسة، أو ربما إرهابيون لا يمكن التعايش معهم مطلقًا.
هل يمكننا فعلًا أن نتخذ لنا وطنًا مع بعض العرب الذين يحملون حنقًا هائلًا للغرب؟
ربما تلك الفكرة لازالت في غياهب الظلام لكل منّا، ولن تفوح رائحتها مهما دنونا من الموت، حتى وإن اختار أحدنا المجازفة وبدء التحدي لإيجاد وطن قومي لعرب الشتات!
حتى وإن كان أبونا الروحي هو من اختار تلك المهمة ، وقرر بناء دولة عربية موحدة لعرب المهجر وحد لها الزمان والمكان، وحاك لها القصص والأساطير، رغم عدم معرفته بكيفية استقبال العرب لهذا القرار الصادر من طرح كتاب تاريخي مزيف حيث الأمان والاستقرار الذي وعدهم إياه، رغم صعوبة الحياة وربما استحالتها، رغم المعارك والحروب، رغم القتلى والجرحى ومئات الخطوب التي قد تحدث هناك.
وبالفعل، بعد المعاناة والألم والخضوع و ربما الذل والوهن، فشل مشروع «شآبيب» وفشلت معه الهمم ، فمن الصعب أن تستمر دولة في محيط معادٍ مهما طال الزمن، خاصة أنها تعتمد على وهم لإثبات حقها، ولكن ربما سيصحو قوم آخرون يطالبون بـ «شآبيب».
لكن... أظن من الأفضل لنا كعرب أن نكف عن خلافاتنا وننحِّيها جانبًا، وأن نسعى للتعايش مع الآخر، وإن فكر أحد في طردي من بيتي فليس عليّ أن أهرب وأتركه يرتع فيه وأبني لنفسي آخر، بل عليّ أن أقاوم حتى أستعيده منه.

______________
اقتباس حصري للأدب خان

وبصق الدخان الذي ابتلعه، ثم قال وهو يجلس على ردفيه: «هذه مخاطرة... أنت ذاهب إلى الجحيم والمجهول... أنت هنا تملك اسمًا ومالًا شحيحًا وبعض أصدقاء، هنا لك تاريخ وماض... هنا لك ذات و ذكريات... فكيف تجازف بهذا كله من أجل وهم؟».

--------
#أسماء_عبدالخالق

#شآبيب
#أحمد_خالد_توفيق






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق