يوسف إدريس


شخصية العدد
"يوسف إدريس"
بقلم/ محمد الوكيل

في التاسع عشر من مايو لعام 1927 وفي صيف محافظة الشرقية الحار سطعت شمس أمير القصة القصيرة في مصر والبلاد العربية يوسف إدريس وكان والده المهندس إدريس علي متخصصاً في استصلاح الأراضي ولذا تأثر يوسف بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة فقد أرسله والده إلي حيث الأستقرار والهدوء والهواء النقي والطبعية العذراء ليعيش مع جدته في القرية. شبّ يوسف وألتحق بجامعة القاهرة بكلية الطب التي مثلت أحد أحلامه ولطالما داعبت خياله الخصب وبالرغم من أن حياة دارسي الطب وممتهنيه تميل إلي الهدوء وإلي العقلانية والرسمية الإجتماعية إلا أن يوسف كان إستثناءاً فقد أظهر جانباً ثورياً شكل ملامح واضحة وجدّية في حياة الأديب الكبير حيث لم يفتئ يتظاهر ويتجمهر ضد المستعمر البريطاني كلما سنحت له الفرصة بذلك وبالطبع سخر قلمه الفذ لأفكاره الثوريه فراح ينشر المجلات التي تحث علي الثورة وتحض علي مقاومة الظلم ولهذا سُجن يوسف وكأن السجن قدر كل يُوسف منذ الأزل كما أُبعد عن الدراسة كنوع إضافي من العقوبة .
في الخمسينات من القرن الماضي ظهرت بوادر وإشارات تدل علي أن ثمة كاتب عظيم يوشك أن يلمع قلمه في سماء الأدب للتو ففي سنة 1954 ظهرت مجموعته القصصية (أرخص الليالي) عبر روز اليوسف ودار النشر القومي تلتها (جمهورية فرحات(.
((البطل)) (حادثة شرف) (أليس كذلك) (آخر الدنيا) ( العسكري الأسود) (قاع المدينة) كلها قصص بنات خيال أمير القصة القصيرة يوسف إدريس وله أعمال أخري يطول المقام بذكرها.
كان ليوسف إدرس جانب روائي فالقصة القصيرة والرواية تومأن يشتركان في كثير من الصفات والقلم الذي يُبدع في جانب القصة ليس بعيداً عنه أن يُبدع في جانب الرواية والعكس صحيح لذلك كان ليوسف إدريس روايات أكثر من رائعة تُرجمت لأعمال سينمائية مشهورة لعل أشهرها رواية الحرام والتي تم إنتاجها وإخراجها كفيلم قامت ببطولته سيدة الشاشة فاتن حمامة.
ذكرنا آنفاً أن ليوسف جانب ثوري ونضالي كبير ومن هذا المنطلق يجب ألا ننسي دوره النضالي المسلح في الثورة الجزائرية ففي عام 1961 إنضم إلي المناضلين الجزائريين وجاهد معهم في الجبال وخاض معارك إستقلالهم بجوارهم ستة أشهر حتي اُصيب بجراح وقد أهداه الجزائريون وساماً تشريفياً إمتناناً منهم لمجهوداته ثم عاد إلي مصر يستأنف نضاله السياسي ضد نظام عبد الناصر وإن كان علي إستحياء بعدما ناضل عبر السلاح في أرض الجزائر ولهذا يُصنف يوسف إدريس علي أنه من أرباب السيف والقلم القلائل .
تم تكريم يوسف إدريس في غيرما موضع حيث حصل علي وسام الجزائر عام1961.
ووسام الجمهورية عام 1963 و1967.
إضافة إلي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام 1980.
في الحادي عشر من أغسطس لعام 1991 رحل عن عالمنا أحد أفذاذ الأدب في أرض العرب إثر نوبة قلبية تاركاً إرثاً عابراً للزمن وللحدود الجغرافية ينال من معينه القاصي والداني رحمه الله رحمة واسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق