هذيان


خاطرة
"هذيان"
بقلم/ حورية الجمل


لم يعدْ للأشتياق قيمةٌ ولم يعد لقلبي وجود، ربما قد سئم من تصرفات عقلي، لكن برودة مشاعري تُتعبني كثيرًا، تجعلني كالزجاج، فارغاً بلا شيء.
لم أعد أتمتع بأي شيء على الإطلاق، حتى كوبُ قهوتي لم يعدْ لهُ مذاق، لم أعد أستمتع بهذا النيكوتين الذي تحمله سيجارتي، حتى تلك الموسيقى المميزة لم أعد أشعر بالإثارة عند استماعي لها.
كل هذا بسبب عدم وجود نبضاتي، أين ذهبت يا منبع الحياة؟ أين أنت وأين أنا؟ قد هدموك بكلماتهم، أعلم ذلك، هدموا شعورك، حتى ذاك العقل الذي يسكن برأسي كاد أن يقتلك بأفكاره ومعتقداته، قد خسرتك للأبد، أتمنى عودتك حقاً، لم أكن أدري أن القلبَ هو أهمُ أسباب السعادة، هو مصدر الإلهام، نعم أدركت هذا مؤخرًا، كان لابُد أن أحافظ عليك، كان يجب الاحتفاظ ببرائتك، لكن ذلك التسرع - حُبُّ خوض التجارب - جعل منك سراباً، حتى تلك الحياة.
والبشر أخبروني أن أتبع ذاك المغفل الذي يسكن رأسي"عقلي"، لم أفهم إلا الآن أهمية وجودك، فَبعقلي ملكت المال، السلطة، النجاح، كل هذا لكن ينقصني أنا، برائتي، قلبي، الاطمئنان، السعادة، أين أحظى بهم؟ وكيف أحظى بهم بدونك يا قلبي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق