الكاتبة/ منال سالم



لقاء حصري
"منال سالم"

أحب أرحب بك في "الأدب خان" أهلاً وسهلاً.
أهلاً وسهلاً بيكي وبموقع الأدب خان.
----------
"منال سالم" أيقونة الرواية الرومانسية على صفحات الفيس بوك، ممكن تعرفينا على "منال"؟
منال هي واحدة من محبي القراءة "ومؤخرًا الكتابة" وشغوفة الاثنين معًا، أنا شابة من محافظة بورسعيد، متزوجة وأعمل في مجال التدريس.
----------
خلال ما يقرب من عامين ظهرت "منال" بمتتاليات إبداعية، فممكن تعرفي قرائنا على أعمالك؟
بدأت الكتابة مصادفة في منتصف عام 2015، لم أكن أقصد الاحتراف على قدر نشر شيء مبهج يسعد القراء، فقد كانت السمة السائدة وقتها للقراءة الإلكترونية رواياتٍ ذات نمط حزين، أو رومانسي لا يخلو من الكآبة والفراق، جاء في ذهني أن أكتب شيئًا كوميديًا يعتمد على الموقف، الصراع بين البطل والبطلة، مواقف القط والفأر، ومن هنا ولدت فكرة أول عمل "دعني أحطم غرورك"، تم كتابته بطريقة المنتديات المعروفة وقتها كسيناريوهات حوارية متتالية دون الاهتمام بالسرد أو حتى جودة الأسلوب وطريقة العرض، بدأت باسم مستعار على أحد المنتديات النسائية الشهيرة بمتابعة محدودة من القراء، ومع قرب انتهاء العمل تخطت المتابعة عشرات الألوف؛ لتتجاوز حاجز المليون بعد اكتماله، تفاجأت من كم المتابعة وانتشار العمل على كافة الصفحات بأسماء أخرى، قررت أن أخوض التجربة من جديد بكتابة عمل آخر كوميدي على نفس النمط الكوميدي "رهان ربحه الأسد" مع الاهتمام أكثر بالحبكة، وحقق العمل متابعة جيدة أيضًا وبدأ يتردد اسم العمل على الكثير من الصفحات المهتمة بنشر الروايات، اقترحت عليّ إحدى الصديقات أن أؤسس صفحة تحمل توقيعي الشخصي في الروايات، وتكون المنبر لنشر كافة أعمالي كوسيلة لحفظ الحقوق وضمان التعريف بشخصي، وهنا أنشأت صفحتي الشهيرة "قصص وروايات بقلمي منال سالم" والتي اشتهرت بسبب القراء أنفسهم، بعد ذلك قمت بكتابة عمل آخر كوميدي "الفريسة والصياد" مستخدمة نفس النمط السابق، وبدأ القراء في الازدياد، وتحول الأمر من مجرد التعليق بالإعجاب للنقد والتوجيه، أفادني ذلك كثيرًا في تطوير أسلوبي وفي اعتبار المسألة أكبر من كونها مجرد كتابات هاوية، وبدأ أسلوبي في النضج قليلاً في عمل أعتبره الخطوة الأولى في تجسيد الواقع ولفت الأنظار لبعض القضايا الشائكة من خلال العمل الروائي "خطأ لا يمكن إصلاحه"، وازداد النقد وأصبح للكتابة مفهوم آخر لدي، ليس للتسلية فقط، وإنما لطرح المشكلات وإيجاد الحلول، أراد القراء أن يتم عمل أجزاء أخرى للروايات السابقة، وكنت أخشى كثيرًا من تلك التجربة، ولكني حسمت أمري بالخوض فيها، وكتبت "فريسة غلبت الصياد" ولاقت قبولاً طيبًا عند القراء خاصة بعد تطور الأسلوب فيها كثيرًا، تبعها كتابة عمل يتسم بالطابع الكوميدي "فراشة أعلى الفرقاطة" وهنا منحني القراء لقب فراشة الروايات، ذلك اللقب الذي أعتز به كثيرًا، كذلك اتجهت لكتابة بعض الأعمال القصيرة بالفصحى وبالعامية كنوع من صقل موهبتي أكثر، التحدي الحقيقي ظهر حينما شرعت في كتابة "ثلاثية الذئاب"، كانت تجربة تجسيد الواقع ونقل أحداث شبه حادة وما يدور خلف الأبواب المغلقة للقراء، لم أتوقع انتشار العمل بمثل تلك الطريقة ولا ذلك التفاعل الكبير الذي جعل جمهور القراء ينقسم ما بين مؤيد ومعارض لما يدور، وشهد تطورًا كبيرًا في أسلوب الحوار والمعالجة وحتى السرد وتناول القضايا، كذلك خضت تجربة العمل المشترك مع الجميلة ياسمين عادل في "وبقي منها حطام أنثى" و "يوميات رمضانية ميري يتحدى ملكي"، كتبت كذلك "راسين في الحلال" معتمدة فيها على المواقف الكوميدية بين الزميلات في العمل، وأيضًا العمل الكوميدي "دواعي أمنية مشددة"، وعدت لكتابة الأعمال الطويلة من جديد والذي تمثل ذلك في رواية "الدكان" لأطرح من خلالها بعض المشكلات الاجتماعية كان أبرزها قضايا الميراث، التحرش بالأطفال، الزواج الثاني، الترابط الأسري.
ثم مؤخرًا خضت تجربة النشر الورقي مع الجميلة "حنين الحسيني" التي سعت جاهدة لذلك من خلال رواية "كلارا" والتي حققت نجاحًا طيبًا في أول تجاربي للنشر الورقي، أتاحت لي مؤسسة إبداع ومديرها د. عيد الفرصة لتطوير مهاراتي الكتابية وأسلوبي من خلال إعادة نشر ثلاثية الذئاب في سابقة لا تحدث إلا قليلاً، فالعمل منتشر على مواقع الانترنت المختلفة، وكون المخاطرة بنشره ورقيًا يعد مجازفة كبيرة، لكن أفادني ذلك كثيرًا في تنقيح العمل من جديد، وبفضل الله لاقي نجاحًا وقبولاً في الأوساط الأدبية بصورته الجديدة والأكثر نضجًا.

----------
أحب أعقب بإني من متابعينك، وكان عن طريق الصدفة البحتة، ولمست تطور الأسلوب من أول "رهان" إلى "دواعي أمنية" وحقيقي مجهود طيب واضح خلاله أنك بتطوري من أدواتك فكرة حبكة تنوع سرد.
شكرًا جزيلاً.
لكن اسمحيلي أسألك عن الكواليس الخاصة ببعض أعمالك.
تفضلي.
روايتك الأولى "غرورك" كوميديا المواقف من النوع الجاذب للجمهور النسائي تلاه "رهان"، نفس الأسلوب بإضافة بسيطة وهي وجود البطلة كقائد وهمي لقوات خاصة، هل الروايتين اتكتبوا في نفس الوقت لذلك كانوا على نفس الوتيرة؟
ولا كان هدفك إسعاد جمهورك بلون أبدوا فيه إعجابهم بكتاباتك؟
ولا سبب آخر؟
التوقيت الزمني بين كتابة العملين أسبوعين فقط، فحينما انتهيت من العمل الأول، بدأت في كتابة الثاني فورًا، لكني لم أنشره إلا بعد فترة استراحة لعدة أيام؛ لأعطي نفسي فسحة للتفكير في طريقة سير الأحداث والشخصيات، وكذلك الخروج من أجواء العمل السابق، وبالتالي كان الاثنان متقاربان بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى أني أحببت الاستمرار في وتيرة تقديم أعمال كوميدية كنمط جديد لم يتم التطرق إليه في عالم الكتابة النسائية والمعروف عنها بالاهتمام بالرومانسية وتطوراتها من حب ولوعة وفراق وحزن ولمّ الشمل.
----------
لذلك كل نهايات أعمالك بتحرصي إنها تكون سعيدة؟
أفضّل النهاية السعيدة عن تلك الكئيبة؛ لإضفاء ابتسامة على أوجه القراء، خاصة أن الحياة الواقعية مليئة بالكثير من المشكلات والأمور المزعجة، فعالم الخيال يتيح الفرصة لأخذ إجازة من كل ما يؤرق العقل بالضحك والابتسام وتوقع النهايات الجميلة.
نهج أشجعه بشدة.
يحتاج فعلاً لذلك.. فالروايات معظمها يغلب عليه الطابع الحزين، وربما تؤثر بالسلب في نفسية القارئ.
وهذا ما حدث معي حينما قرأت "في قلبي أنثى عبرية" دخلت في فترة حزن لعدة أيام، فماذا عمن يعاني مسبقًا من ضيق؟ أعتقد سيتضاعف الأمر معه وستسوء حالته؛ لذلك أحبذ الأعمال التي تنتهي بنهايات مرضية أو حتى تحمل بارقة أمل.
----------
ثنائية "الصياد" على الرغم من أنها التابع الثالث لأسلوبك الكوميدي إلا إن ظهر أسلوب "منال" المختلف عن كاتبات هذا الجيل ما السبب؟ مجرد خبرة؟ أم استعنتي بالقراءة والدراسة للتطوير؟
أنا في الأساس قارئة بدرجة كبيرة، وأقرأ منذ سنٍ صغير من روايات الجيب وحتى الوقت الحالي، أصبح الموضوع جِدِّي مع كتابة العمل الثالث، وزاد اهتمامي بالبحث أكثر عن كيفية الكتابة الجيدة، لكني لم أصل وقتها للاحترافية، كذلك آراء الأصدقاء والقراء وحتى الناقدين كانت تنصحني بعدم اتباع نفس النهج الغير مدروس، فحفزني ذلك على الاهتمام بما أقدمه حتى وإن لم يكن مدروسًا بصورة جيدة، اختلاف نمط منال عن قريناتها من المؤلفات يرجع لحبي لما أقوم به وشغفي الزائد بالكتابة اليومية، ما يخطوه قلمي هو انعكاس لروحي، وحينما تحب شيئًا تعطيه ببذخ، وهذا ما حدث، أنا أكتب؛ لأني أعشق الكتابة فأحب القراء ذلك، وتطوروا معي منذ البداية وحتى الآن، باتوا قراءً مخضرمين مع الوقت.
أما حاليًا فالموضوع بات أكثر جدية عن ذي قبل، البحث والاطلاع والتأكد من المعلومة هو الأساس قبل الشروع في الكتابة، بالإضافة إلى استمراري في قراءة ما يخص الزملاء الأفاضل من محترفي الكتابة الروائية للتعلم من أساليبهم اللغوية المختلفة.
----------
"القوارير" يعتبر أول عمل ناضج من أعمالك، فكرة... مضمون.... أسلوب، هل أبطالك حقيقيين؛ لذلك نجحتِ في تجسيدهم بين طيات روايتك؟
نعم، هم أول شخصيات واقعية أجسدها بين ثنايا العمل، وبذلتُ مجهودًا كبيرًا؛ لأعكس شخصياتهم المختلفة دون أن أشير بدرجة مباشرة إلى شخصهم.
ويعد أول عمل لي يسبب ضجة وجدالاً بين القراء، وحتى اعتراضًا على المنتدى النسائي الذي نشر وقتها عليه، لكونه يخوض في بعض الأمور الاجتماعية التي لم يتم تناولها بتلك الطريقة من قبل.
----------

"فراشة" و "الحلال" على الرغم من أنك وقتها في قمة تألقك إلا إن أظن العملَين تقييمهم ضعيف، ما السبب وراء ذلك؟ هل كنت بتبحثي عن زيادة عدد أعمالك فقط؟ أم أنك مخططة لجزء ثانٍ من كلا العملين، فكانا بمثابة تمهيد للمستقبل؟
شاءت الأقدار أن يرتبط عمل "فراشة أعلى الفرقاطة" بفترة عصيبة كنت أمر بها، وهي الانفصال المفاجئ في حياتي الزوجية، فحدثت بالنسبة لي فجوة في كيفية كتابة عمل عرف مسبقًا أنه كوميدي، وبين استعادة زمام الأمور في حياتي الخاصة؛ لذلك خرج العمل شبه ناقص وبه بعض القصور، أما عن راسين في الحلال فكان الغرض منه التوثيق اليومي لبعض المواقف الخاصة بالعمل الدراسي، لكنه تصادف أيضًا مع وفاة رفيقتي المقربة والتي كانت ضمن فريق العمل بالأحداث، فأثر ذلك سلبًا علي ولم أستطع إعطاء العمل حقه، فخرج بتلك الصورة التي لا أرتضيها.
لذلك اعتبرت أنه من الضروري إكمال الناقص في كلا العملين، ولهذا بدأت أولاً بالفراشة استكمالاً لباقي الأحداث، لكني أعاني من مشكلة حالية مع القراء، فأغلبهم قد نسي الأحداث ولا يتذكر إلا الأبرز منها؛ لمرور عامين تقريبًا على نشر الجزء الأول، فبالتالي دومًا أذكرهم بأن هناك ترابط خفي بين الأحداث خاصة الأخيرة منها.
بعتذر إني ضايقتك
لا داعي للاعتذار، الكثير لا يعرف ذلك، لكن نواقص العملين مبررة عندي ولأسباب قوية.
أتمنى تكوني اتجاوزتي الأمرين.
الحمدلله، تجاوزت الأمر الأول ورزقني الله زوجي محمد، أما رحيل الرفيقة المقربة فلا أقول أني تجاوزتها ونسيتها، لكن ذكراها دومًا حاضرة في قلبي.
الله يرحمها ويكتبلك حياة مستقرة مع زوجك.
اللهم آمين.
----------
تلك الفترة تخللها عدد من الأعمال القصيرة والمتنوعة بعضها خيالي وآخر واقعي تنوع بين الكوميدي والدراما، وأيضاً كان للأطفال نصيب من إنتاجك، هل الأعمال طرأت فكرتها بالك فجأة ؟ ولا هي على قائمة خططك وأفكارك؟
هناك بعض الأعمال التي تطرأ فكرتها فجأة ولحظيًا، فأبدأ في كتابتها فورًا، وتدوين بعض أفكارها، وبعض الأعمال التي أخطط لها على المدى الطويل، لكني لا أتسرع في نشرها، وأسجل ما يخصها أولاً بأول.
----------
رواياتك الأولى أحياناً بتتطرق لمواضيع شائكة لم تنخرطي في مناقشتها مثل طريقة الزواج في الصعيد في "رهان" أو الختان والتحرش في "القوارير"، لكن بثقة شديدة وجرأة قدرتي تستفيضي خلال "ثلاثية الذئاب" للزواج الإجباري... السادية... العلاقات المحرمة... زواج القاصرات... الاغتصاب... وغيرهم.
إحجام في أول مشوارك، ثم خوض معارك في الثلاثية، ما السبب وراء تباين مواقفك؟
جاء ذلك بعد تجاوز تجربة الانفصال، وجدت الكثير من النساء ممن على صلة وثيقة بي أو حتى معرفة سطحية يحاولون دعمي بكافة الطرق فسردوا لي ما يخص حياتهن الخاصة، واكتشفن أن هناك عالمًا خفيًا في الغرف المغلقة لا نعرف عنه إلا القليل، استلهمتني تلك الأفكار أن أطرحها في صورة قضايا، وبدأت التجهيز للعمل باستدعاء ما أريد نقاشه في ذهني، وعكفت على ذلك مع إحدى الشخصيات الحقيقية على رسم جوانب العمل وطريقة تناول الأحداث، مع الحفاظ على سرية وخصوصية كل فرد على حدة، تم تجميع ما يقرب من 20 شخصية مختلفة بمختلف أحداثها في نماذج محصورة لشخصيات بعينها ضمن نطاق العمل، ومن هنا ظهرت فكرة ذئاب لا تعرف الحب، أول تجسيد واقعي جريء بعيدًا عن الرومانسية اللايت والكوميديا الطريفة التي عرفت بها، ورغم حرصي الشديد على عدم نشر العمل إلا في أضيق الحدود إلا أنه انتشر واشتهر على كافة المواقع والصفحات وبات العمل الأكثر جدلاً، هجومًا، نقدًا، خلافًا، وحتى إساءة لي.
----------
هل "منال" إحدى شخصيات الثلاثية؟
لا لست ضمن الأحداث، لكني عززت جزءًا من الأحداث بأمور تخصني.
----------
"مسعد/صابرين، دواعي أمنية" فاصل لطيف بعد دراما الثلاثية السوداء هل هتعززيها بجزء ثان؟
تعد تجربة هزلية خارجة عن نطاق المنطق رغم كونها تعاصر أمورًا منطقية.. لكني أفضل تفردها.
----------
تجربتك المشتركة مع "ياسمين عادل" في "حطام" هل كانت تجربة مثمرة للطرفين؟ وتقدري تشاركي قرائنا بكواليسها؟ هل في نية لتكرار التجربة معها؟
كانت من أمتع التجارب مع ياسمين، حقيقي عندها موهبة ومهارة جيدة في ابتكار الأفكار وتطويعها، استفدت منها كتير، وعرفتني إزاي فريق العمل ممكن يتعاون مع بعضه عشان يطلع أفضل ما عنده في أحسن صورة، من أجمل كواليسها أثناء كتابة الأحداث في شهر رمضان، كان النقاش في أوقات السحور عبر الواتس آب، والترتيب للأحداث والمشاهد، وخصوصًا لو حاجة حزينة، بنكون متوترين من ردة فعل القراء ونتخيل تعليقاتهم على الأحداث، تكرار تجربة العمل في حد ذاته معها شيء مثير وممتع ومثمر، وإن شاء الله نكررها عن قريب.
----------
كررتي التجربة مرة تانية مع "حنين" في "كلارا" التي خضتي بها تجربتك الأولى للنشر الورقي، هل نجاحك مع "ياسمين" السبب؟ أم القصة في حد ذاتها السبب؟
السبب في تكرار التجربة نجاحها مسبقًا مع ياسمين، بالإضافة للاستفادة من التعاون مع عقليات مختلفة لها أفكار جديدة وغريبة، كذلك حنين أضافت لي الكثير من خلال تجربة العمل من أجل النشر الورقي، هي لديها خبرة في ذلك المجال، وأنا ليس لدي معرفة سابقة بمن فيه، وبالتالي كانت نعم الدعم في تلك الخطوة.
----------
النشر الورقي أم الإلكتروني، أيهما الأفضل والأصدق في تقييم المتابعين؟
لكل منهما جمهور كبير ويحترم، جمهور القراءة الإلكترونية كان السبب الرئيسي في انتشاري واشتهاري، بل ودعمني على مدار الشهور لأستمر، كذلك جمهور القراءة الورقية يحبذ دومًا متابعة الجديد، ولا غنى لكلاهما عن الأخر، فبعض الأعمال تلاقي قبولاً ونجاحًا عن طريق الترويج إلكترونيًا لها.. كذلك أريد الإشارة إلى نقطة هامة، حدث شبه عزوف عن شراء الكتب والروايات الورقية لفترة من الوقت بسبب ما مرت به البلاد من ثورة تبعتها أزمات مالية أدت لغلاء الأسعار وارتفاع ثمن الكتاب الواحد، فاتجه المعظم للقراءة الالكترونية لسهولة المتابعة وعدم تكبد أي تكاليف مادية، فأدى ذلك لانتشار الكثير من الصفحات والجروبات التي تهتم بالروايات والكتب وانضم إليها الألوف من مختلف البلدان العربية، وأصبح للقراءة الالكترونية جمهورًا لا يستهان به، ويعد أحد أسباب نجاحي بعد توفيق المولي عز وجل هو دعم ذلك الجمهور المحترم لي.
----------
هل "منال سالم" نجحت في إثبات وجودها كممثلة عن كتاب العالم الافتراضي خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018؟
نعم والحمد لله.
----------
تجربة النشر الورقي بتفكري تكرريها؟
أكيد، مع الاستعداد الجيد لها؛ لتخرج بصورة أفضل.
----------
"العراب" هل أثر في الكاتبة "منال"؟
طبعًا، كجيل الثمانينات نشأنا على أعماله، ووفاته أثرت فيّ كثيرًا.
----------
أنا وأنت من نفس الجيل، فهل تابعت مثلي الراحلة "آمال فهمي" صاحبة البرنامج الإذاعي "ع الناصية"؟
طبعًا، أسبوعيًا كل جمعة، فوالدتي من هواة الاستماع للردايو، فكانت عقب صلاة الجمعة تأتي بالمحطة الإذاعية البرنامج العام.
هل أثرت بك من خلال تنوع ضيوفها وحواراتهم؟
طبعًا، فكانت تلتقي بالعامة وليس فقط ضيوف بعينيهم، تستمع إلى الصغار والكبار، الشباب من الجنسين في مختلف الأعمار، عن أحلامهم، طموحاتهم، وحتى عن مشكلاتهم.
رحمة الله عليها.
اللهم أمين، كانت من رموز الإذاعة المصرية، ولفترة طويلة، ورغم رحيلها إلا أن ذكراها ستظل أيضًا باقية في نفوس محبيها كأفضل المحاورات الإذاعيات ذات الثقافة والرقي.
----------
"منال" تحب تضيف شيء لقرائنا؟
أود أن أشكر القراء على اهتمامهم بدعم الكاتب وبتقديم النصائح له والدفاع عنه إن تطلب الأمر، ففي بعض الأحيان تجد القارئ ينصب نفسه درعًا يصد عنك بعض الإساءات المتجاوزة مُقدمًا المبررات، وأحيانًا الدلائل والبراهين؛ ليثبت وجهة نظرك وربما ينير بصيرتك.
----------
حوارنا كان أطول حوار قدمته في "الأدب خان" والحقيقة لم أقم به بصفتي عضو بالمجلة، بل بصفتي القارئة "بسمه" المتابعة بشغف لإبداع "منال سالم" أسعدني اللقاء وشغوفة إني أقرأ "كلارا" و "الدكانة" الفترة القادمة.
شكرًا جزيلاً على الحوار الممتع ده، وفي انتظار رأيك فيهما، وأتمنى إني كنت خلال اللقاء ضيفة خفيفة لم أثقل كاهلك بالحديث الزائد.
شكراً لوجودك بصحبة "الأدب خان"
كل الشكر ليكي وللأدب خان.
----------
#بسمه_السيد
#منال_سالم
#كلارا
#ذئاب_لا_تعرف_الحب
#ذئاب_لا_تغفر


"كلارا"
اقتباس حصري
انتظرت كثيرًا حتى أتيحت لي الفرصـــة للتسلل خلسة من ذلك المكان الموحش..
لن أنكر مساعدتها لي، هي يسَّرت لي كل شيء لتضمن سلامتي، وأنا وعدتها ألا أخذلها.. سأنشــر قصتها، سأخبر العالم بأسره عنها..
- لا وقت للتردد إدريس !
 هكذا ألح عليّ عقلي، لابد أن أركض، أفـــر من هنا قبل أن يشعر أحد بغيابي..
تعثرت في خطواتي وأنا أقفز وثوبًا بين الأحــراش، وارتطمت رأسي بتلك الجذوع الصلبة، فرأيت خيط الدمــاء يزحف على صدغي..
لم أعبأ به، ولا بالآلم الذي يفتك بي.. فالمهم أن أستمر في ركوضي حتى أصل للشاطيء حيث الميناء..
- يا إلهي، لا أصدق أني وصلت إليه.
 خرج صوتي اللاهث من فمي وأنا أتوقف لألتقط أنفاسي.
استدرت برأسي للخلف لأنظر إليها مرة أخيرة..
كنت أظنها جنة، قطعة فيروزية خلقت للتنعم بها، لكنها كانت الجحيم..
عاونني ذلك الصياد لأصعد على قاربه الصغير، وجدف مبتعدًا عن شواطئها المغرية..
إنها كإغراء الشيطان للإيقاع بفريسته، أغمضت عيناي بقوة، وأرجعت ظهري للخلف لأسترخي قليلًا.. وتركت للهواء المنعش الدور في التكفل بالباقي..
لكن مازال جسدي يئن من فرط التعب والمجهود..
آن الآوان لأمضي قدمًا، وأؤرخ بيدي أحداثها.
نعم حان الوقت ليعرف الجميع ذلك السر الكامن وراء قربانه المزعوم في "أكمة"، إنها فرصتي الوحيدة للهروب منها للأبد.

 ستكون برهاني على صحة ما رأيت لعلي أُزيح عن صدري ثِقل عذابي السرمدي. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق