الشجرة البخيلة


"قصة قصيرة/ الشجرة البخيلة"

بقلم: عزيز السيسي


على شاطئ ترعة ضيقة ،كانت تقف شجرة تحمل أغصانها الكثير من ثمار التفاح حيث كانت تلك الثمار ملجأ للجائعين من المارة ، وطيور السماء
وفي إحدى الليالي حطت البومة على أحد أغصانها
وقالت:كيف تفرطين في ثمارك أيتها الشجرة الغبية لأناس لم يسع أحدا منهم لسقياك  في يوم من الأيام؟!!
ردت الشجرة :إنني أرتوي بفضل مياه هذه الترعة التي تمتد جذوري إليها ولست بحاجة لمساعدة أي إنسان...
وعندئذ انتقلت البومة على غصن آخر. وعادت
قائلة:إذن فلتمسكي الخير عن هؤلاء ،فزينة الشجرة ثمارها كما أن زينه الإنسان أمواله التي لا يجوز التفريط فيها بهذه السهولة.
أخذت الشجرة تفكر في تلك النصيحة حتى حل الصباح وتلونت البيوت بأشعة الشمس ،وبينما يمد "أحمد" يده لقطف ثمرة من الثمار ،إذ ترطمه تلك الشجرة بأحد أغصانها قبل أن
تقول: اذهب إلى الجحيم أيها الطفل الصغير ،فلا مكان هنا للتسول بعد اليوم ..هرول  الطفل  باكيا ليقص مع حدث لأبيه
الذي قال : كفاك بكاء يا بني فقد مرضت الشجرة بداء البخل ،وقريبا ستتعلم درسا لن تنساه أبدا...........
مرت الأيام ،وكلما زادت تلك الشجرة في بخلها كلما كثرت ،ونمت ثمارها حتى ثقلت تلك الثمار على أغصانها التي ارتخت واحتضنت الأرض ،وهنا شعرت بالإرهاق الشديد حيث صاحت مستغيثة :
أدركيني ..أدركيني أيتها البومة فإن أغصاني تكاد أن تتكسر حيال هذه الثمار اللعينة أدركيني ..
وقفت البومة تضحك من بعيد كما الشيطان حينما يوقع الإنسان في المعصية حيث جاءها العم "محروس" والد الطفل "أحمد"
وقال:أشعرت الآن أيتها الشجرة بما يشعر به البخيل من ألم وعذاب؟
الشجرة :شعرت .. شعرت يا عم "محروس".والآن دلني على أية حيلة تخلصني من هذه المعاناة بعد أن أصبحت مثل بيت أوشك على الانهيار
قال العم "محروس" لن أجد لكي أية حيلة سوى أن تهزي أغصانك بقوة لتسقط عنك  هذه الثمار
وهنا هزت الشجرة أغصانها لتتساقط ثمارها فوق الحشائش ..فتقدمت الطيور والأطفال فرحين تجاه هذه الثمار بينما ارتفعت أغصان الشجرة مرة أخرى وتراقصت مع نسمات الرياح الهادئة
وهي تقول :والآن شعرت أيضا بالراحة والسعادة ..ذلك النعيم الذي يشعر به كل من مد يد الخير للفقير والمحتاج

---------
#عزيز_السيسي

#الشجرة_البخيلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق