رواية "موسم صيد الغزلان"
للروائي/ أحمد مراد
بقلم/ محمد النجار
هي الرواية السادسة للكاتب أحمد مراد.
وهي في نظري المبرر الأقوى لأي شخص يريد أن يتعرف على ماهية
أحمد مراد.
تبدأ الرواية بحدث مهم وهو أنك سترى المستقبل بأم عينك من وجهة
نظر مراد، حيث تُستهل بحلم نديم (بطل الرواية) بفتاة تجلس أمام البحر ثم يلقي
محاضرته حول علم النفس التطوري، فيجدها أمامه بين الحاضرين.
في الربع الأول من الرواية قد تخال بأنها رؤية معتادة
للمستقبل، فحينما ترى الآلات أمامك تشعر أنها ليست جديدة على
الروايات وكذلك السينما، وستفهم ذلك عندما تبدأ في القراءة.
أما الربع الثاني فالأحداث تنقلب رأسا على عقب وترى نفسك أمام
احمد مراد برؤيته المظلمة المعتادة التي يتخللها الغموض في فصوله الأولى ثم حبكته
المعقدة ومن ثم ترى نفسك أمام عمل روائي صلب بالحوار، قوي بالشخصيات، يقف على
أعمدة الوصف المعتاد للكاتب لكنه هذه المرة لم يتعمق في الوصف كما فعل في سابقة
أعماله وهذا ما جعل الأحداث شيقة لا تجعل القارئ يشعر بالتذمر.
الشخصيات: لا ريب في أن بناء روايات الكاتب يقوم في الأساس على
الشخصيات لكن هنا الوضع مختلف تماماً، لو كنت تنتظر معركة دامية لا أنصحك
بالاقتراب من تلك الرواية، المعركة هنا كلامية فلسفية بحتة مع حوار شيق يجذب
القارئ.
الرواية حالة فريدة وجديدة في بنائها واختبار شخصي لكل كائن حي
يود أن يرى مدى قوة ايمانه، أعطت الرواية مبرراً قوياً لتغدو ملحداً وهذا يدل على
براعة الكاتب في اختيار موضوعاته.
السلبيات: بالنسبة لي الربع الاخير في الرواية هو الأضعف
مقارنة بالفصول التي سبقته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق