قصة/ "لن تغفر أبداً"
و "غفرت ولكن"
الكاتبة الشابة/ أميرة الكيكي
بقلم/ بسمة السيد
"المسامح كريم": عبارة توارثناها عبر
أجيال، وهي أحد الدلائل على كرم أخلاق المسامح.
يحثُّنا أباؤنا على أن تكونَ أحدَ ثوابتِ حياتنا
الاجتماعية وينظرون لمن يخالفها كشذوذ عن القاعدة.
لن أخفي عنكم سري، لست ممن يتبع القاعدة،
أحياناً يتطلب الغفرانُ طاقةً هائلةً لاستحضاره، قد نفشل في استحضاره، فنحن البشرَ
نتقلب بين الأبيض والأسود، وليس كلُ مظلومٍ بقلب كبير تندملُ آلامُه، أو يجدُ في
المغفرة سبيلاً للراحة والسلام النفسي.
تناولت الكاتبة الشابة/ أميرة الكيكي في ثنائية
"الغفران":
الجزء الأول "لن تغفر أبداً"، والجزء
الثانى "غفرت ولكن" حياة أسرة مصرية، تعيش في قرية وتخضع لموروث العادات
والتقاليد والتي في الغالب تميل لقهر النساء، حيث ينتشر الجهلُ بين أغلب طبقاته
الاجتماعية ، فتسود القسوةُ ليتولدَ منها القهرُ والعجزُ.
"شريفة" و"آمال" تعتبران
الشخصيتين الرئيسيتين بالرواية، ضحيتان لبدع الجهل، شريفة الشخصية المحورية الأولى
ضاعت عندما اختارت أن يكونَ الظلمُ مصدرَ قوتِها لتعيد تمثيلَ مشاهدَ كانت يوماً
فيها ضحية.
أما آمال فكان لها في النجاةِ نصيبٌ عندما
اختارتْ بأمر قلبها الغفرانَ لمن آذوها.
استطاعت "الكيكي" بمهارةِ قاصٍ أن
تحبكَ خيوط الثنائية، فظهرت الأحداثُ والشخصياتُ مترابطةً ومتنوعةً، وأجادت
استخدامَ مصطلحاتِ ولهجةِ أهل القرية العامية بغير ابتذال.
ثنائية "الغفران" دراما اجتماعية،
اختارت فيها الكيكي نهايةً سعيدةً تذكرنا بأفلام الزمن الجميل، أفلام الأبيض
والأسود، حيث يموت شرير الفيلم ويهنأ الأبطالُ بحياة وردية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق