تسجيل دخول

" قصة قصيرة/ تسجيل دخول"
الكاتب: عمر جودة ناجي

كان قد عاد الى منزله من المستشفى امس بعد ان امضى ثلاثة اشهر كامله بين غرفته بقسم الرعاية وغرفة العمليات وفترة مابعدها تذكر كيف كان هو قبل الحادثة التى تسببت فى بعده عن منزله كل هذه الفترة كان قبلها بدقائق يحدثها على الماسنجر ريم حبيبته وصديقة حب عمره من ايام الجامعه وحتى الان ليلتها ارسل لها عده رسائل متتاليه لم تكن فى وضع نشط وقتها كتب اليها:
معرفش حاسس انى عايز اقولك انى خايف بجد متكونيش ليه فى يوم من الايام انا باحبك فوق مانت تتخيلى
بحبك اوى
ظل ينتظرها بعدها لدقائق وامتدت الدقائق لتكون ساعات وفى اخر ساعات الليل كان هو قد انهى عمله بمحطه البنزين القريبه من سكنه والتى كان يعمل بها منذ تخرج من الجامعه كان قبلها قد وضع الهاتف ليشحن بطاريته التى نفذت وهو ينتظر ردها
اخذ الهاتف ونزع عنه الشاحن قام باعادة تشغيله ولمس بيده اسمها الذى ظهر على الماسنجر بانه متصل بينما كان يحمل شنطته على كتفه قام بخلع نظارته ومسح زجاجها كى تضح رؤيته لرسالتها اكثر وجدها بعثت له:
متخفش ياحبيبى انا لو جه يوم ولقيتنى هاكون لغيرك مش هاعيش اصلا لو مبقتش ليك الموت يكون احسن
عدل من نظارته وامسك الهاتف بينما يمر بمنتصف الطريق وكتب لها
بعد الشر عليكى ربنا يحفظك ليه من كل سوء اوشك ان يضغط على ارسال الا ان سيارة مسرعه قد صدمته ورمت به وبهاتفه بعيدا عند الرصيف المقابل
---------
زجاج نظارته المتناثر وهاتفه الذى حطمت شاشته وفصلت الطاقه عنه للابد جروح وكدمات فى كل جسده ونزيف عند مؤخرة الراس جعله ذهب فى غيبوبة طويله
وصلت الاسعاف التى نقلته بدورها الى احدى المستشفيات القريبه وهناك خضع لعده عمليات وظل داخل قسم الرعايه الى ان اخيرا استعاد وعيه وبعدها بايام استطاع الوقوف على قدمه
ابلغته الممرضه المسئوله بانهم قد صنعوا له نظارة اخرى بنفس مقاسات التى تحطمت واعطته بقايا الهاتف الذى وجدوه بالجوار بالقرب منه
---------
وصل الى منزله حاملا شنطته على كتفه وامام باب الشقة كان شارد الذهن يفكر فيها وكيف حالها الان
لابد انها حزينه لما حدث له
تذكر حينما مر عليه الطبيب المختص بحالته وحدثه مداعبا
انما قولى مين ريم دى اللى مفيش على لسانك غيرها للدرجادى بتحبها
اخبره قصتها معه ووعده الطبيب بمحاولته الشخصية فى اخبارها بما حدث له
ايام مرت وكلما جاء الطبيب لمتابعته يخبره بانه لم يستطع اخبارها ابدا
---------
دلف الى غرفته وعلى سريره تمد وامسك بجهازه المحمول ووضع فيشة الشاحن باقرب مكبس كهرباء وقام بتشغيله بالضغط على زر باور
فتحت الشاشه امامه على صفحة الترحيب نظر الى ايقونه الانترنت وجده يعمل فلابد ان جاره كان يدفع الاشتراك لحين عودته
وضع عنوان صفحته على الفيس بوك وقام بتسجيل الدخول
الصفحه لا تعمل يبدو انه نسى الباسورد او احد حروف اسم المستخدم
جرب مرات ومرات والامر لم يفلح ابدا
اتخذ قرار بعمل صفجه وحساب جديد
سجل البيانات المطلوبه وفتحت الصفحه الجديده على الفيس بوك
كتب فى مربع البحث ريم عبدالله
ظهر فى النتائج اسماء عديده وكلهن وضعن صور مختلفه وغريبه وبينما هو يمرر النتائج استوقف المؤشر على صورتها نعم عرفها لكن الصورة لعروس وخلفها عريسها ممسك بخصرها
قام بفتح الصفحه وكبر الصورة الشخصيه انها بالفعل ريم حبييبته
نزل الى المنشورات القديمه فوجدها مره تشعر بالسعاده ومرة تشعر بالامان ومرة تشعر بالانبهار
استوقفه منشور اخير كتبت فيه
لو مبقتش ليك الموت احسن لى
وجدها تركت فى البوست اشارة الى زوجها الحالى
اختار الاعدادات ومنها اختار ايقاف الحساب نهائيا ادخل كلمه السر واغلق الجهاز ووضعه بجانبه
لم يستطع ان يمنع دمعه ساخنه كانت تصر ان تبلل نظارته ومنها الى خده
---------
#عمر_جودة_ناجي
#تسجيل_دخول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق